ملخص المقال

النار من الأشياء التي قدسها الفرس في إيران قبل الإسلام .. فمتى بدأت عبادة النار عند الفرس؟ إلى أي شيء ترمز؟
على الرغم من التقدم الحضاري والعسكري الذي وصلت إليه الدولة الساسانية - التي كانت تحكم إيران قبل الفتح الإسلامي - فإن الوضع من الناحية الدينية كان سيئا لأقصى درجة.
لقد اتخذت الدولة الساسانية منذ بداياتها الزرادشتية دينا رسميا، وهي نسبة إلى زرادشت الفيلسوف الإيراني (عاش ما بين 1500- 1600 ق. م) مؤسس هذه الديانة، وهي ديانة مثنوية؛ أي أن أصحابها يعتقدون بوجود إلهين؛ أحدهما: أهورامزدا وهو إله للخير، والآخر: أهريمان وهو إله للشر، ولها كتاب مقدس عند أتباعها اسمه الأبستاق.
وهذا الدين قائم على عبادة النار، وتقسيم العالم إلى عالم للظلمة وآخر للنور، وزعم زرادشت - أيضا - أن نور الله في كل ما يشرق ويلتهب في الكون، وأمر بالاتجاه إلى جهة الشمس والنار ساعة الصلاة؛ لأن النور -في زعمه- رمز إلى الإله، وأمر بعدم تدنيس العناصر الأربعة؛ وهي: النار والهواء والتراب والماء، ثم جاء من بعده علماء سَنُّوا للزرادشتيين شرائع مختلفة، فحرَّموا عليهم الاشتغال بالأشياء التي تستلزم النار، فاقتصروا في أعمالهم على الفلاحة والتجارة، ومن هذا التمجيد للنار واتخاذها قبلة في العبادات تدرَّج الناس إلى عبادتها، حتى صاروا يعبدونها عينًا، ويبنون لها هياكل ومعابد، وانقرضت كل عقيدة وديانة غير عبادة النار.
ولما كانت النار لا توحي إلى من يقدسونها بشريعة ولا ترسل رسولا، ولا تتدخل في شئون حياتهم، ولا تعاقب العصاة والمجرمين، أصبحت الديانة عند المجوس عبارة عن طقوس وتقاليد يؤدونها في أماكن خاصة، وفي ساعات معينة، أما في خارج المعابد، وفي دورهم ودوائر حكمهم، فكانوا يسيرون على هواهم، وما تملي عليهم نفوسهم، أو ما توحي به مصالحهم.
وعندما صار الأمر هكذا يُباح فيه كل شيء لأي أحد؛ أصبح أساس الأخلاق متزعزعًا، فصارت المحرماتُ النسبية -التي تواضعت على حرمتها طبائع أهل الأقاليم المعتدلة- موضعَ خلافٍ، ويذكر ول ديورانت في قصة الحضارة عن الفرس أن الأخ كان يتزوج أخته، والأب ابنته، والأم ولدها، حتى إن يزدجرد الثاني الذي حكم في أواخر القرن الخامس الميلادي تزوج بنته ثم قتلها، وإن بهرام جوبين الذي تملَّك في القرن السادس كان متزوجًا بأخته.
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- ابن سندر.. وصية رسول الله
- قصة الحرب بين اليابان والصين
- قصة وضع الحجر الأسود
- أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم
- متى عرف المسلمون المحراب؟
التعليقات
إرسال تعليقك