ملخص المقال
تحتوي مكتبة الكونغرس على مئات الآلاف من الكنوز الإسلامية من مخطوطات وكتب مطبوعة في كل العلوم والفنون وصور نادرة.. تعرف عليها..
مكتبة الكونجرس الأميركية .. أضخم مكتبات العالم العصر الحديث
تعتبر مكتبة الكونجرس الأميركية هي «المكتبة الأكبر والأكثر كلفة، والأكثر أمانًا في العالم» كما هو منقوش على قبَّة مبنى (توماس جيفرسون) المبنى الرئيس لمكتبة الكونغرس..
وتُعَدُّ هذه المكتبة من المعالم البارزة في واشنطن؛ حيث تضمُّ 130 مليون مادَّة مختلفة، منها 29 مليون كتاب، ومواد مطبوعة بـ 460 لغة عالميَّة، نصف هذه اللغات غير إنجليزيَّة، بل توجد فيها لغات غير معروفة في العالم أو انقرضت..
فهناك أكثر من لغة مكتوبة ومحفوظة فيها، وأكثر من 58 مليون وثيقة، وتُعد أكبر مرجع في العالم للموادِّ القانونيَّة والأفلام والمعزوفات الموسيقيَّة، وفيها صور شخصيَّة لشخصيَّات عامَّة وهامَّة، ونجوم الفنِّ، والرؤساء في الدول الأجنبيَّة، وصور للحروب والزلازل والكوارث الطبيعيَّة، ولوحات فنِّيَّة، وخرائط قديمة وحديثة لكلِّ دول العالم وعواصمها.
أُسِّست هذه المكتبة في عام 1800م، في عهد الرئيس الأمريكي الثالث (توماس جيفرسون)، وكانت ملحقةً منذ إنشائها بمبنى الكونغرس، إلى أن أحرقها الإنجليز سنة 1814م في حرب الاستقلال عن بريطانيا؛ وفي عام 1851م تعرَّضت لحريق كبير آخر، ودمَّرت النيران ما يقرب من 35 ألف كتاب من أصل 55 ألف كتاب، وهي تُعد الآن المكتبة الوطنيَّة للولايات المتحدة الأمريكية.
المخطوطات والكتب العربية في مكتبة الكونغرس:
يستأثر القسم العربي في المكتبة بجناحٍ كبير، لا مبالغة إذا قلنا إنَّه أكبر قسمٍ بعد الأقسام المكتوبة باللغة الإنجليزيَّة؛ فهو يحتوي على كنوزٍ من الكتب والمخطوطات والمسجلات، جلبها القائمون عليها من شتَّى أنحاء العالم؛ فمنها أوَّل مصحف مترجم في العالم عام 1765م، ويعتقد أنَّ الرئيس جيفرسون اشترى المصحف لأنَّ دراساته القانونيَّة كانت كثيرًا ما تُشير إلى القرآن كمصدر للتشريع الإسلامي..
والترجمة التي اقتناها جيفرسون ترجمها (جورج سيل)، وهي أوَّل ترجمة للقرآن من العربيَّة للإنجليزية مباشرة؛ فالترجمات الإنجليزيَّة التي سبقته كانت تنقل عن القرآن المترجم إلى اللغة الفرنسيَّة، ويُعرف المصحف المترجم في مكتبة الكونغرس باسم (مصحف جيفرسون).
مخطوطات عمليَّة في سائر مجالات المعرفة:
يضم قسم الشرق الأوسط في مكتبة الكونغرس 300 ألف كتاب باللغة العربيَّة ولغات الشرق الأوسط الأخرى، وكُتبت على أبواب هذا القسم أسماء المدن العربيَّة، وعلى هذا الاهتمام بالكتب العربية حصلت مكتبة الكونغرس على كمِّيَّةٍ جيِّدةٍ من المخطوطات العربية الإسلامية المنتشرة في غربي إفريقيا، ووضعتها في جناحٍ خاص..
وتُغطي المخطوطات موضوعات شتَّى من تعليم القرآن الكريم إلى الرياضيَّات والفيزياء والطب والفلك، أمَّا الكتب الأخيرة فقد تحدَّدت أماكن وجودها في مالي (تمبكتو)، والبلدان المجاورة مثل: موريتانيا والنيجر وبوركينافاسو، ويبلغ عددها التقديري 5 ملايين مخطوطة، تنتمي إلى عصور قديمة حتى القرن التاسع عشر..
وهناك مجموعة من نسخ القرآن الكريم مخطوطة بالعربيَّة يعود تاريخها إلى مئات السنوات، ونسخة أخرى فيها أسماء الله الحسنى، كما توجد في الطبِّ العربي مؤلفات تتحدَّث عن الأمراض وأسبابها، كتبها محمد الجزولي المتوفى 1465م.
وهناك لوحة فنِّيَّة جميلة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، ولوحة أخرى للمسجد النبوي في المدينة المنورة، يظهر فيها موقع بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجده، وبعد صورتَي الحرمين صورة للمسجد الأقصى قبل مئات السنين، ثم لوحة خطِّيَّة جميلة تفنَّن فيها الخطاط بكتابة البسملة.
صور نادرة للعالم الإسلامي:
نشرت مكتبة الكونغرس صورًا نادرةً وفريدةً التقطت في مناطق متعدِّدة من بلاد الشام خلال الفترة بين 1890 و1900م، وتظهر الصور بعض مظاهر الحياة التي كانت قائمةً آنذاك، والملابس العربيَّة للسكان، ويُذكر أنَّ هذه الصور التُقطت في فلسطين ولبنان وسوريا أثناء الحكم العثماني لأكثر من أربعمائة سنة..
من هذه الصور صورة مسافرين بالقرب من معبد الشمس في (بعلبك)، وصورة صيَّادين في بحيرة طبريا، وصورة بوابة يافا إحدى بوابات القدس، ومثلها بوابة دمشق إحدى بوابات القدس، وأحد أسواق القدس، وعمال يقطعون الحجارة في القدس، وبيروت كانت عامرة قبل 120 عامًا، وينبوع العذراء في مدينة الناصرة، وضريح مريم المجدليَّة، وهناك مجموعةٌ أخرى اكتفينا بذكر أهمها.
الكونجرس والإسكندرية .. مشروع المكتبة الرقمية العالمية:
قرَّرت مكتبة الاسكندرية –وهي ثاني أكبر مكتبة في العالم– استمرار الشراكة مع مكتبة الكونغرس في مشروع (المكتبة الرقميَّة العالميَّة) الذي ترعاه منظمة (اليونسكو)، وكذلك لغة الشبكات الموحدة (unl) الذي ترعاه الأمم المتحدة، ويهدف إلى الترجمة رقميًّا من وإلى العربية بكلِّ لغات العالم، كما أقرَّ شراكة مكتبة الإسكندرية مع المجمع العلمي المصري، والتعاون المقترح بين المكتبة وجمعية المهندسين المصريين، وجمعية الاقتصادي السياسي والتشريع.
كما تقرَّر إتاحة أدوات البحث العلمي، بين المكتبتين للعلماء المصريين بالجامعات والمراكز البحثية، ومساندتهم في أبحاثهم، وخاصة طلبة الدراسات العليا، ومن أبرز الأدوات التي ستتيحها المكتبة (السوبر كومبيوتر) الذي يُجري عمليَّاتٍ رياضيَّةً معقَّدة. و(الفستا) التي تجري الأبحاث العلميَّة بصورةٍ افتراضيَّة، وهو ما يُخفض كثيرًا من نفقات البحث العلمي.
هذا بالإضافة إلى مشروع آخر هو (التعاون المصري الأميركي لرقمنة المخطوطات) والمشروع يهدف إلى تعريف المجتمع الغربي بالثقافة العربية والإسلاميَّة التي قادت بالعلوم والآداب والفنون العالم في عصور سابقة، كما يُعد نقطة للتواصل والتكامل بين مختلف الثقافات والحضارات، موضحًا أنَّ دار الكتب والوثائق المصريَّة ليست ملكًا لمصر وحدها، ولكن لكلِّ من يقرأ اللغة العربية في كافَّة أرجاء العالم.
المصدر: مجلة الباحثون، العدد 74+75، تشرين2 – كانون1، 2013م، (بتصرف).
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
- الصحابي الذي نزلت فيه آية .. وصاحبهما في الدنيا معروفا
- هل تعرف ما هو قرن المنازل ؟
مقالات ذات صلة
- مكتبة الإسكندرية تنظم مؤتمر دولي عن عصور ما قبل التاريخ
- مخطوطات نادرة من مركز الملك فيصل إلى مكتبة الإسكندرية
- الكويت تعتزم إقامة متحف للمصاحف والمخطوطات القرآنية
- مكتبة الإسكندرية توثق الإسهامات العلمية للحضارة العربية والإسلامية
- افتتاح قسم لرعاية المخطوطات في المشيخة الإسلامية بكوسوفو
- مكتبة الإسكندرية تشارك في إطلاق المتحف العربي الافتراضي
- اكتشاف كنوز ضخمة عمرها 2000 عام في إثيوبيا
- كتب ومخطوطات نادرة في مكتبة المسجد النبوي الشريف
- إنفوجرافيك | كنوز من المعلومات دمرت عبر التاريخ
التعليقات
إرسال تعليقك